الرسول صلى الله عليه وسلم مفاوضا ومستشيرا مدخل الاقتداء

الرسول صلى الله عليه وسلم مفاوضا ومستشيرا مدخل الاقتداء مقرر التربية الإسلامية الجديد للسنة الأولى باك 1BAC.

يمكنكم الاستعانة بهذا التلخيص الشامل من أجل التحضير لدرسكم والاستعداد للامتحان الجهوي.

عوان المدخل: الاقتداء/ عنوان الدرس: الرسول صلى الله عليه وسلم مفاوضا ومستشيرا/ الفئة المستهدفة: أولى باك.

النصوص المؤطرة للدرس:

قال تعالى:﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) ﴾ سورة الفتح الآيات:1-3
– قال تعالى:” وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ” “سورة يوسف:59

القاموس اللغوي:

– إنا فتحنا لك فتحا مبينا : أي قضينا لك بفتح مكة وغيرها عُنة بجهادك فتحا ظاهرا بيّنا
– ليغفر لك الله :أي بسبب شكرك له وجهادك في سبيله .
– ما تقدم من ذنبك وما تأخر: أي ما تقدم الفتح وما تأخر عنه .
– ويتم نعمته عليك: : أي بنصرك على أعدائك وإظهار دينك ورفع ذكرك . – وينصرك الله نصرا عزيزا: أي وينصرك الله على أعدائك
– ولما جهزهم بجهازهم :أي أكرمهم وزودهم بما يحتاجون إليه في سفرهم بعدما كال لهم ما ابتاعوه منه

مضامين النصوص:

1 – بيان مكافأة الله لرسوله والمؤمنين على صبرهم وجهادهم .

2- حسن تدبير يوسف عليه السلام للإِتيان بأخيه بنيامين تمهيداً للإِتيان بالأسرة كلها .

التحليل:

المحور الأول: المنهج النبوي في التفاوض وفض النزاعات

أ-مفهوم التفاوض لغة واصطلاحا:

لغة: من فوض، بمعنى رد الأمر، وأوكله، والتفاوض يراد به أيضا: التباحث، وتداول الكلام.
واصطلاحا: هو أسلوب من أساليب حل النزاعات وتسوية الصراعات بين طرفين مختلفين حول قضية من القضايا.
بـ التفاوض في حياة النبي صلى الله عليه وسلم:
عرف النبي صلى الله عليه وسلم بقدرته الفذة على التفاوض مع المخالف قصد الوصول إلى حلول وسط ترضي الطرفين معا، وقد دلت سيرته العطرة على تميزه في هذا المجال، وخير مثال على ذلك النماذج التالية:
ـ مفاوضة الرسول صلى الله عليه وسلم لمشركي قريش في صلح الحديبية.
وذلك من خلال هدوئه أمام شروط سهيل بن عمرو المستفزة، وقبوله لها مقابل اختراق كبير في مواقف قريش، كان أولها إزاحتها عن منطق الحرب بقبولها للسلم مدة عشر سنين، ليفتح الله عليه بدخوله لمكة في السنة السابعة للهجرة التي حرم منها لمدة تسع سنوات.
ـ مفاوضته ليهود بني النظير حينما غدروا به وهموا بقتله فأرسل إليهم محمد بن مسلمة، يفاوضهم في قضية الخروج من منازلهم ويرحلوا عن مجاورتهم للمدينة لما فيهم من المكر والخداع والخبث وخيانة الأمانة وقام هذا التفاوض على مجموعة من الشروط بين المسلمين ويهود بني النضير.

ج-مميزات أسلوب تفاوض رسول الله صلى الله عليه وسلم:

1-تقوية موقف الرسول صلى الله عليه وسلم مفاوضا: وذلك ببيعة الرضوان التي بايع المسلمون فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الثبات.
2-إرباك الخصوم: باستمالة بعض سادة قريش لصفه، كسيد الأحابيش ̋الحليس بن علقمة ̋ لما أظهر الرسول صلى الله عليه وسلم أمامه الهدي.
3ـ المرونة في التفاوض وعدم الاهتمام بالشكليات.
4ـ وضع القوة واللين في موضعهما المناسب، كما في ردة فعله من مقتل عثمان رضي الله عنه، مقارنة مع ليونته في كتابة بنود الوثيقة.

المحور الثاني: المنهج النبوي في التشاور

أ-مفهوم التشاور لغة واصطلاحا:

التشاور لغة: يقال: القومُ شاور بعضُهم بعضًا ، تبادلوا الآراء والأفكار، يقال شور إليه بعينه :لوح إليه، وشار إليه باليد أومأ وأشار عليه بالرأي.
اصطلاحا: إشراك أهل الرأي السديد والعلم المجيد في اتخاذ القرار الرشيد.

ب- الشورى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم:

الشورى مبدأ أصيل في الإسلام:
رغم ما ألزم به الله تعالى الصحابة والمسلمين عموما من واجب طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة محمد الآية:14 ، إلا أنه صلى الله عليه وسلم في تسييره للأمر كان يعتمد مبدأ الشورى امتثالا لله سبحانه: قال عز وجل:﴿فبما رحمة من الله…﴾.سورة آل عمران:159 .
الرسول صلى الله عليه وسلم مستشيرا:
– تشتد حاجة القائد للمشورة في المواقف الصعبة التي يكون فيها اتخاذ القرار أمرا يؤثر على مصير الجماعة التي يقودها، خاصة في القرارات السياسية الكبرى، أو في اتخاذ قرار الحرب أو السلم. ولقد كان لاستشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أثر عظيم في انتصاراته السلمية والعسكرية؛ ففي غزوة بدر عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان،…..صحيح مسلم، وكذلك حينما أشار عليه الحباب بن المنذر بتغيير المكان الذي عزم النبي صلى الله عليه وسلم الاستقرار فيه لمواجهة يهود خيبر فأخذ عليه الصلاة والسلام برأيه ومشورته وبالفعل كان رأي الحباب صائبا في هذه المعركة.
– مشاورته لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما في أسرى بدر.
– وكذلك مشورته صلى الله عليه وسلم أم سلمة في الحديبية:حيث أنها استطاعت أن تفرج غمة نزلت بالمسلمين بسبب شروط الحديبية عندما تأخروا عن التحلل الذي أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأيها،فنصحته بأن لا يكلم أحدا حتى ينحر ويحلق،فقام ونحر وحلق،فقام أصحابه ينحرون ويحلقون.فكانت سندا له في هذه المحنة،وصار الحدث درسا لكل قائد حكيم مهما كان مستوى قيادته،طلبا للقرار الرشيد.

المحور الثالث: أثر التفاوض والشورى في تدبير الاختلاف واتخاذ القرار.

أ-أثر التفاوض وفوائده:

-التفاوض يهدف أولاً وأخيراً للتوصل إلى نتائج مشتركة ترضي أطراف التفاوض.
-تحقيق الاتفاق بين الأطراف المتفاوضين والوصل إلى الهدف المنشود.
-الإفصاح على النوايا وتبادل الآراء لترك الظن والشك والوصول إلى الحق واليقين.
-الوصول إلى الحلول المشتركة المرضية للطرفين.
-تحقيق العدل والإنصاف والابتعاد عن الاستبداد والتسلط بالرأي.
– تحقيق النقاش المثمر والفعال والابتعاد عن النقاش العقيم.
-التخلص من الكبر والأنانية و والصراعات الناتجة عن الاستبداد بالكلام.

ب-أثر الشورى:

ـ نشر المحبة بين الرئيس والمرؤوس، والحاكم والمحكوم، والأسرة وربها …
ـ رص الصف الداخلي وتوحيد الكلمة في وجه العدو الخارجي.
ـ تدبير الاختلاف وتضييقه وتقليله.
ـ سداد الرأي، ورجاحة العقل: فعقلان خير من عقل واحد.
ـ الإحساس بالمسؤولية في اتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية.
ـ التحلي بقيم التواضع والتخلص من الأنانية والتكبر والاستعلاء.
ـ عدم الحكم على الناس بالظاهر لأن الحكمة وسداد الرأي من فضل الله الذي يؤتيه من يشاء من عباده.

اترك تعليقاً